من أنت لولا العنصرية ؟
الكاتبة / نوف الشمري - الكويت ما أفهمه جيداً أنه من العظيم جداً أن يعبد الإنسان ربه بطريقة سامية ولكن ما لا أفهمه أبداً أن…
الكاتبة / نوف الشمري – الكويت
ما أفهمه جيداً أنه من العظيم جداً أن يعبد الإنسان ربه بطريقة سامية ولكن ما لا أفهمه أبداً أن يتخذ تلك العبادة ضرباً من ضروب العنصرية.
ما أقدره جداً أن يكتب الإنسان تاريخ قومه مع الأقوام الأخرى ولكن ما لا أحترمه أبداً أن يكتبه بطريقة متعنصره ليتخذ التاريخ حجة على أفضلية قومه.
يذوب الإنسان إلى أن يفقد نفسه ما دام سائراً تحت ظل مجموعته يفعل ما يرضيهم لا ما يرضي نفسه، مهما أقنعوك بالعنصرية فلا تقتنع، الأشياء المقنعة لا تعني أبداً أنها حقائق؟ العنصرية تجاه شيء معين هو انسلاخ من ذاتك وجعل الآخرين يستوطنون روحك.
العنصرية نزقٌ ممل ومدمر ويجعلك تسير بلا إدراك نحو الأشياء.
يقول ديفيد ر. ويليامز
الحقيقة هي ، أن التمييز العنصري ينتج نظاماً فاسداً يُطبق الحرمان المنهجي على بعض الفئات العرقية، ولإعادة صياغة ما قاله أفلاطون، ليس هناك ما هو أشد ظلماً من المساواة في المعاملة بين من هم غير متكافئين في الحقوق والواجبات.
ولهذا السبب أنا ملتزم بالعمل على تفكيك مبادئ العنصرية أنا ممتن جداً لحقيقة أنني الآن أحذو حذو أولئك الذين ضحوا بحياتهم لفتح الأبواب التي مررت من خلالها. وأريد أن أضمن بقاء هذه الأبواب مفتوحة وباستطاعة أي شخص المرور من خلالها أيضاً.
لا يوجد مبرر للعنصرية غير الجهل المتوارث! العنصرية ليست فقط عن طريق تقليل فئة معينة بل حتى شعورك بأن احترامك لها هو تواضع منك، فلا توجد عنصرية مهذبة ابداً.
إننا نفس واحدة لا يوجد منا من يعيش أبد الدهر كل الناس يموتون وكل الناس يولودون بالطريقة ذاتها فما هو سر العنصرية المتمثلة بشعور الإنسان أنه أفضل من غيره ؟ إن عدم احترامك لإنسان بسبب عرقة أو لون بشرته ليس دليلاً على أفضليته أبداً!
وكيف لك أن تتخذ العنصرية سبباً لقهر إنسان ؟ أو لقتل إنسان! متى ما زرعت العنصرية فستحصد الحرب بلا أدنى شك.
العنصرية هي النار التي استنزفت وقود الشباب، فبدلاً من توجيه حماسهم لما هو طبيعي، توجهت لما يؤجج الكراهية والعدوان ومتى ما كان المجتمع عدوانياً فمن الصعب جداً ان ينجز مشكلة كهذه هي مشكلة متجذرة بالعقل وهي لن تمنح الإنسان سوى خبثه ومكره وعدوانيته وكراهيته تجاه إنسان آخر بريء من ذلك، ومما لا شك فيه أن العنصرية هي الوباء المعدي!
إن أول حلول المشكلة هو معرفتك لهذه المشكلة! ” والوعي بذلك ” الوعي هو الشيء الوحيد الذي ينتقذ البشرية! الوعي لا أكثر، ولكن من هو المسؤول عن هذا الوعي؟ الإنسان هو المسؤول الأول عن نفسه ! ثم تبدأ مسؤولية الأسرة والمجتمع.
ويتساءل أحدهم !
كيف لي أن أواجه مجتمعاً كاملآً مبنياً على العنصرية بشيء لا يألفه ؟
بالتأكيد أنه من الصعب المواجهة ولكنها ليست من المستحيل! المجتمع كالضغط الجوي حتى لو أودت مقاومته فهو بالغالب يسيطر عليك، ولكن هذا لا يعني أن نوافق الآخرين على أخطائهم لذلك يجب المناقشة والمزيد من المناقشات الفكرية، إنهم سيرفضون بالبداية فكل شيء غريب وغير مألوف هو مرفوض ولكن مما لا شك فيه أن الحقيقة والفكرة الصائبة هي التي تنتصر ولو بعد حين .